20 يناير 2020 / بوابة سقطرى
أجرى الحوار: احمد جمعان تصوير : ابراهيم يوسف
الشيخ علي جمعان عمرين احد أبناء سقطرى الذي اجبرتهم الحياة وهو في مقتبل العمر على السفر والتنقل في اكثر من محطة للبحث عن العمل والعودة لعائلته المتواجدة في سقطرى .. شأت الاقدار ان يجمعه عمل بديوان المغفور له بإذن لله تعالى الشيخ زايدبن سلطان ال نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة في نهاية الخمسينات من القرن الماضي لمعرفة المزيد عن حياته التقيناه في حديث أعاد فيه شريط ذكرياته على النحو التالي :
مغادرة سقطرى
يقول الشيخ علي جمعان غادرنا سقطرى في عهد السلطان عيسى بن علي ال عفرار وهو اخر سلاطين سقطرى وحكمها من 1956م الى 1967م، وقد استقلينا سفينة بأتجاه ” صور” بسلطنة عمان ومكثنا فيها يوم قبل ان نواصل المسير نحو خور فكان ثم الشارقة و دبي ومنها الى ابو ظبي وبعدها إلى مدينة العين وانا احمل امل في ايجاد عمل مناسب يساعدني في جلب إحتياجات اهلي الذين فارقتهم في الجزيرة .
لقاء زايد
تعرفت على الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان بعد ان طرح علي صديق التقيته في العين واستضافني في بيته، ان نزور الشيخ زايد ونسلم عليه وكنت لا اعرفه فوصلنا الى ديوان الشيخ زايد بن سلطان في منطقة موافقة وسلمنا عليه وسألني عن اسمي ومن اين اتيت فاخبرته ولما علم اني وصلت للعمل اعطاني عرض عليا ان اعمل معه في الديوان في جانب تقديم الضيافة لضيوفه وزواره، وكوني باحث عن العمل وافقت على العرض وابتديت من صباح اليوم الثاني مباشرة عملي الى جانب شخص اخر في تجهيز القهوة وتقديمها للضيوف.
صداقات كثيرة
ويضيف الشيخ علي جمعان في العين كونت صدقات كثيرة وكان أقرب الناس في محيطي هم سالم وهو الصديق الذي استضافني في بيته، وكنت مؤذن المسجد وهو كفيف واسمه احمد بالإضافة إلى الأخ نسعان وهو الشخص الذي كنت اعمل إلى جانبه شخص آخر يدعى شيفان، موضحاً انه أثناء عمله في العين كان اولاد الشيخ زايد بن سلطان في تلك الفترة لازلوا صغار واشاهدهم وهم يلعبون
هدية ثمينة
وبعد ان استمريت فترة في العمل قررت ان ارجع الى جزيرة سقطرى وحاول الشيخ زايد ان يقنعني بالبقاء ولكني اصريت بالعودة للجزيرة واهداني خلالها الشيخ قارب صيد وهي كانت من الهدايا الثمينة في تلك الفترة وتكفل في شحنها دون ان يكلفني شي و اعطاني ورقة مكتوبة لتسهيل مروري ووصولي لقصره في حالة رغبت في العودة مرة اخرى . ولكنها مع مرور الوقت وتعدد سفراتي الى السواحل والعمل في اماكن مختلفة تعرضت الرسالة للتلف والضياع.
رجل حكيم
لايوجد في تلك الفترة ما نشاهده، في تلك الفترة كل البيوت كانت من عشاش ما عاد بيت الشيخ زايد هي الوحيدة اللي كانت مبنيا من الطين والحياة لازالت في بداياتها ولكن طيب الله تراه رجل حكيم وما عمله من نهضة للإمارات في وقت قصير معجزة تحققت بعزيمة المغفور له بإذن لله تعالى
علاقة تاريخية
ويوضح الشيخ علي جمعان ان العلاقة بين سقطرى والإمارات علاقة وطيدة وتاريخية وضاربة بعمق تاريخي وآسري كبير، حيث كان أهل الامارات متواجدين منذ القدم في سقطرى من خلال تبادل التجاري والعمل في الغوص والاصطياد وكذلك كثير من العائلات السقطرية تنقلوا بمختلف مناطق الإمارات ومنهم من عاد لسقطرى ومنهم مازال هناك هو واولاده وحصلوا على الجنسيات الإماراتية ويعيشون برفاهية ورخاء وسعادة.