22 فبراير 2024م / بوابة سقطرى
تغطية: إبراهيم يوسف – سعد طه – أحمد نوح – أحمد جمعان
تعتبر محافظة أرخبيل سقطرى من أهم الوجهات للسياحة البيئية على مستوى العالم، نظرًا لطبيعتها الخلابة والتنوع الحيوي البري والبحري الفريد الذي جعلها محط اهتمام للسياحة العالمية وعلماء البيئة وهواة الاستكشاف.
وتقع محافظة أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن، وتبعد حوالي ٣٠٠ كيلومتر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني و٩٠٠ كيلومتر عن مدينة عدن.
تتميز محافظة سقطرى بعوامل وخصوصية بيئية وتراثية وثقافية، جعلتها من أهم المناطق ذات الاهتمام السياحي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، كواجهة سياحية تنقل من خلالها أصالة وحضارة وجمال اليمن في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها حاليًا.
وتعتبر سقطرى من بين المناطق الأكثر أمانًا واستقرارًا في اليمن، بفضل الله ثم تركيبة أبنائها الفطرية ذات الطابع السلمي التي استوحت من واقع الطبيعة الفريدة والخلابة التي تتمتع بها الجزيرة.
وتشهد جزيرة سقطرى انتعاشًا سياحيًا ملحوظًا خلال الفترة الحالية، حيث استقبلت أكثر من 3000 سائح منذ بداية الموسم السياحي من شهر أكتوبر الماضي والذي يستمر حتى نهاية مايو من العام الحالي، ويتوقف لأسباب الرياح المناخية التي تشهدها الجزيرة حتى شهر سبتمبر، حيث يتم استقبال السياح من مختلف جنسيات العالم عبر ثلاث رحلات طيران أسبوعيا، منها رحلة محلية عبر الشركة الوطنية الخطوط الجوية اليمنية من مطاري عدن والمكلا، ورحلتين دوليتين لشركة العربية للطيران من مطار أبو ظبي.
حيث تعد الجزيرة من أهم المواقع، وصنفت من منظمة اليونسكو في عام ٢٠٠٨ كأحد مواقع التراث العالمي، وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم لعام ٢٠١٠ نظرًا للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم.
ومن المهم أن نذكر أن سقطرى توفر فرصًا متنوعة لممارسة الأنشطة الخارجية مثل رحلات الغوص والغطس والتسلق والمشي لمسافات طويلة، مما يجعلها وجهة مفضلة للمغامرين ومحبي الرياضات البحرية بالإضافة الى الاستمتاع بالهدوء والاسترخاء حيث تعتبر سقطرى مكانًا مثاليًا للسياح الذين يرغبون في الابتعاد عن صخب الحياة اليومية والاستمتاع بالهدوء والراحة في جوها الطبيعي الخلاب.
وتتوفر في الجزيرة فنادق منها خمسة نجوم وفئات أخرى، ومطاعم ومحميات بيئية وسياحية، ومواقع تخييم، جميعها تعمل على استقبال الأفواج وتقديم خدمات الإيواء والوجبات السياحية اللازمة للزائرين، ووسائل نقل حديثة.
وتشهد جزيرة سقطرى الآن انتعاشًا سياحيًا جديدًا يجذب المزيد من الزوار للاستمتاع بشواطئها الرملية البيضاء الناعمة، وجبالها الشاهقة، والغابات الخضراء الكثيفة، والمدينة القديمة التي تعكس تاريخها العريق، كما تعتبر المياه الزرقاء الصافية حوضًا للحياة البحرية المتنوعة والمرجانية الجميلة.
تسعى السلطات المحلية في سقطرى إلى تحسين البنية التحتية السياحية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك تطوير المطار والطرق والمرافق السياحية، وتقديم خدمات ممتازة للسياح.
تشهد جزيرة سقطرى أيضًا جهودًا متزايدة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، سواء في تطوير المنشآت السياحية أو في تنظيم الفعاليات السياحية والرحلات الاستكشافية.
عانت جزيرة سقطرى من تراجع في حركة السياحة بسبب الأزمات الماضية، ولكن مع استعادة الاستقرار، بدأت الجزيرة تستعيد بريقها السياحي وتجذب مرة أخرى المسافرين من داخل اليمن وخارجه.
تبقى جزيرة سقطرى واحدة من الجواهر السياحية في اليمن والعالم، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجارب سياحية فريدة ومميزة في هذه الوجهة الساحرة.
وتبذل السلطة المحلية في الأرخبيل جهودًا كبيرة في تسهيل الإجراءات للسياح وتعزيز السياحة في المحافظة وتهيئة المناخ الجاذب للأفواج من مختلف دول العالم.
وقد نظم مكتب السياحة دورة تدريبية في مجال مهارات الإرشاد السياحي للمرشدين السياحيين في المحافظة، شارك فيها ٥٠ مرشدًا سياحيًا وخبراء أجانب ومتخصصون محليون، بهدف نقل خبراتهم للمرشدين الشباب وتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم بأهم الخطوات اللازمة للإرشاد السياحي.
وتضم الجزيرة أنواع النباتات 811 نبات المتوطن منها 312 بنسبة 37% أنواع الزواحف 97% متوطن لا تتواجد في أي منطقة من العالم.
كما انها تزخر بأنواع الحلزونات البرية 61% متوطنة وسجل حتى اليوم أكثر من 247 نوع من الطيور البرية والبحرية يعيش منها 43 نوع في سقطرى و12 نوع متوطن خاص بسقطرى وواحد في جزيرة عبد الكوري و11 طائر خاص بسقطرى.
باختصار، تمثل جزيرة سقطرى فرصة مثالية للاستمتاع بجمال الطبيعة واكتشاف ثقافتها الغنية وتنوعها البيئي، وتعتبر واحدة من الجواهر الطبيعية في العالم حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة سياحية لا تُنسى.